«الزبدة» : Marriage & Divorce | الزواج و الطلاق | #ABtalks Special with James Sexton

هل فكرتِ يومًا كيف يكون شعورك لو كان عملك مثل حب عمرك؟ جيمس، محامي الطلاق الشهير في نيويورك، يصف عمله بهذا الشكل تمامًا. من ساعات الصباح الباكر إلى قضايا معقدة مع عملاء بمئات الملايين، يرى عمله شغفًا لا ينتهي، خليط مثالي بين التحدي، التحليل، والإنسانية. بالنسبة له، العمل ليس مجرد مهنة، بل قصة حب يومية تعيد تعريف النجاح.

لقاء انس بو خش مع المحامي جيمس، يشبه نقاش صريح وعفوي بين صديقين التقيا بعد طول انتظار. استضاف أنس المحامي الشهير والمتخصص في قضايا الطلاق، جيمس، والذي عُرف بخبرته العميقة وشخصيته المؤثرة. الحوار تطرق إلى الجوانب المهنية والشخصية لجيم، كاشفًا عن أبعاد جديدة من حياته وشغفه بعمله الذي يمزج بين القانون، النفس البشرية، والإنسانية.

من الحب الخيالي إلى الواقع المليان تحديات

الزواج. الكلمة اللي ممكن تحسسنا بالدفء والاطمئنان أو تخوفنا من المسؤوليات والضغوط. إذا كنتِ تفكرين في الزواج كحلم، فأنتِ لست لوحدك. وإذا كنتِ تفكرين فيه كمسؤولية كبيرة، فايضاً لستِ لوحدك. الحقيقة إن الزواج مزيج بين الاثنين، حلم حلو لكنه مليان تفاصيل واقعية تحتاج إدارة ذكية.

سواء كنتِ ملكة ناشئة أو أم أو قائدة، السؤال الأكبر هو: هل الزواج يستحق المغامرة؟ هل الحب يكفي عشان العلاقة تستمر؟ وكيف نقدر نحافظ على الحب وسط الروتين، التحديات، وحتى الصدمات؟

الحب وحده لا يكفي (ليه دائمًا ننخدع بهالشي؟)

تتذكرين قصص الحب اللي كنا نشوفها في الأفلام؟ الأمير الوسيم، الفتاة البسيطة، نظرة ساحرة وكل شيء ينتهي بالزواج السعيد؟ أكيد تبدو رومانسية، لكن ما حد قال لنا وش يصير بعد كذا. لأنه ببساطة، الزواج الحقيقي ما ينتهي عند “عاشوا بسعادة للأبد”، بل يبدأ هناك.

خليني أكون صريحة معاكِ: الحب وحده مثل المكيّف في صيف الرياض. ضروري، لكنه مو كافي لحل كل المشاكل. العلماء مثل روبرت ستيرنبرغ يقولون إن الحب المثالي يعتمد على ثلاث أركان: الحب، الشغف، والالتزام. لو وحدة منهم غابت، العلاقة بتصير زي الطاولة ب ٢ أرجل، ما تصمد كثير.

توقعاتنا الزايدة هي العدو الأول

حطي يدك على قلبك وكوني صريحة: كم مرة شفتي فيلم أو مسلسل خلي أفكارك عن الزواج غير واقعية؟ من الخلافات اللي تنتهي بحضن ساحر، للشريك المثالي اللي يعرف وش تفكرين فيه قبل ما تقولين. الواقع؟ لا يشبه أي شيء من هذا.

توقعي معي هالمشهد الواقعي: بعد 6 شهور من الزواج، يبدأ النقاش حول من يغسل الصحون، مين يغير لمبة الحمام، ومين مسؤول عن تنظيف المطبخ بعد العشاء. وين الحب الكبير اللي كنّا نحكي عنه؟ اختفى وسط كومة الغسيل.

الحل هنا هو تقليل التوقعات. مو بمعنى إنكِ تتنازلين عن أحلامك، لكن كوني واقعية. الزواج شراكة، وكل شراكة تحتاج توزيع عادل للمسؤوليات.

الزواج في مجتمعنا العربي: حلم العائلة أم قرارك الخاص؟

مجتمعاتنا العربية عندها نظرة خاصة عن الزواج. بالنسبة للأغلبية، الزواج هو المقياس النهائي للنجاح الشخصي. “متى نفرح فيكِ؟”، “ليش للحين ما تزوجتي؟”، “ما ودك في طفل ثاني؟” كلها أسئلة تضغط على المرأة بشكل خاص.

التحدي الحقيقي هنا هو الموازنة بين تحقيق رغباتك وبين توقعات المجتمع. كثير نساء يدخلن الزواج لإرضاء العائلة أو التخلص من ضغوط المجتمع، ومو لأنهن فعلاً مقتنعات بالشريك. نتيجة؟ علاقات تنهار لأنها بنيت على أسس غير مستقرة.

الكثير من النساء العربيات يشعرن بضغط اجتماعي كبير حول الزواج، خصوصًا في العشرينيات والثلاثينيات. هل هذا يعني إن الزواج قرار خاطئ؟ طبعًا لا، لكنه يحتاج وقت وتفكير بعيد عن ضغوط المجتمع.

تحديات الحياة اليومية: من الفستان الأبيض إلى الواقع الرمادي

كثير ناس يعتقدون إن أكبر تحدي في الزواج هو اختيار الشريك، لكن الحقيقة؟ التحديات الحقيقية تبدأ بعد الزواج. المسؤوليات اليومية، الروتين، وحتى الخلافات الصغيرة، كل هالأشياء تختبر صبرك وقدرتك على التكيف.

خليني أشاركك قصة صديقتي نوف: دخلت الزواج وهي تتوقع حياة رومانسية مثالية. بعد 6 شهور، بدأت تلاحظ إن زوجها ينسى أعياد الميلاد، يترك جواربه في الصالة، وما يعرف الفرق بين مسحوق الغسيل وسائل الجلي. هل هذا يعني إن زواجها فاشل؟ طبعًا لا. بس كان لازمها تتعلم كيف تتعامل مع التوقعات العالية وتتقبل إنه ما في شريك مثالي.

الطلاق: نهاية العالم أم بداية جديدة؟

الطلاق موضوع حساس في مجتمعاتنا، لكنه أحيانًا يكون الحل الصحيح. إذا كان الزواج يستهلك طاقتك النفسية أو يحرمك من السعادة، فالطلاق يمكن يكون بابًا لبداية أفضل.

“الطلاق ما يعني إنك فاشلة، بل يعني إنك قوية كفاية لاتخاذ القرار الصعب.”

كيف تستثمرين في زواج ناجح؟

إذا فكرتِ في الزواج كاستثمار، فالأمر يحتاج تخطيط وصيانة مستمرة. وهنا بعض النصائح:

الحوار الدائم: بدل ما تنتظرين الأزمات تتراكم، كوني صريحة من البداية. تكلمي عن توقعاتك واحتياجاتك بدون خجل.
التفاهم على المسؤوليات: الزواج الناجح ما يعني إنكِ تقومين بكل شيء لحالك. شاركي المهام مع شريكك، وكوني مستعدة لتقديم المساعدة عند الحاجة.
الاهتمام بالنفس: الزواج ما يعني إنكِ تهمشين نفسك. استمري في تطوير مهاراتك، مظهرك، وحتى اهتماماتك الشخصية.
الحفاظ على الشغف: الشغف مش شيء ثابت. حاولي تجددي العلاقة بطرق صغيرة ومبتكرة، مثل السفر أو قضاء وقت مميز سويًا.
التسامح: كلنا نخطئ، وشريكك ما هو استثناء. تعلمي كيف تتجاوزين المشاكل الصغيرة بدون تضخيمها.

الزواج في زمن السوشال ميديا

الآن، مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي، الضغط على الأزواج أصبح أكبر. الكل يشارك صور حياتهم المثالية، والسؤال: كيف ممكن نحافظ على زواج حقيقي وسط هذا العالم المزيف؟

الحل؟ ركزي على علاقتك الحقيقية بدل ما تقارنين نفسك بالآخرين. تذكري: السعادة الحقيقية ما تظهر في الصور، بل تعيشينها لحظة بلحظة.

إقتباسات :

1. حول الطلاق والزواج:

“الزواج ليس مؤسسة فاشلة، لكنه نشاط محفوف بالإهمال إذا لم يُدار بحكمة.”
“لا أحد يدخل في الزواج بنية الطلاق، لكن الحفاظ على الاتصال العاطفي هو أصعب تحدٍ.”
“عندما يقول الناس إنهم ‘مبسوطين كفاية’، هذا يعني أنهم يكتفون بالحد الأدنى بدل السعي للأفضل.”

2. العلاقة بين الحب والزواج:

“لا تخلط بين الزواج والحب؛ قد لا يكونان مترابطين دائمًا.”
“الحب هو اتصال؛ اتصال بالآخر وبذاتك وبالأفق اللامحدود، أو ما يمكن تسميته بالله.”
“إذا كان زواجك مستمرًا ولكنه فقط ‘جيد بما فيه الكفاية’، فأنت على طريق الانحدار.”

3. أسباب نجاح أو فشل العلاقات:

“الشيء الأصعب والصحيح فعله دائمًا هو نفسه.”
“الخيانة ليست دائمًا بسبب نقص الحب، بل أحيانًا بسبب فقدان الشرارة أو الروتين.”
“لا شيء جميل يستمر إلى الأبد؛ الحب يتغير، وما يبقيه قويًا هو الجهد المستمر.”

4. دور التواصل في العلاقات:

“السؤال المستمر: ‘ماذا فعلت بشكل جيد هذا الأسبوع؟ وماذا يمكنني تحسينه؟’ يمكن أن ينقذ أي علاقة.”
“الزواج الناجح يحتاج إلى انتباه يومي، لأن الإهمال هو عدو الحب الأول.”

5. حول الخيانة والانفصال:

“لا يوجد خائن دائم؛ أحيانًا الخيانة تكون نقطة تحول لعلاقة أقوى.”
“الناس لا يخونون لأنهم سيئون دائمًا، بل لأنهم جوعى للاتصال أو التجديد.”
“إذا لم تطعم جوع شريكك العاطفي أو الجسدي، سيبحث عن الطعام في مكان آخر.”

6. الحكمة المكتسبة من المهنة:

“كمحامي طلاق، رأيت أن الحقيقة دائمًا تظهر في النهاية، حتى رغم محاولات التستر.”
“الجمال في الطلاق أحيانًا هو التحرر من التظاهر بالسعادة، وفتح الباب لحياة جديدة.”

7. العلاقات في عصر السوشيال ميديا:

“السوشيال ميديا مثل آلة خيانة؛ تزيد من احتمالية المقارنة والخيانة العاطفية.”
“لا تقارن حياتك اليومية بما يعرضه الآخرون من لحظاتهم الذهبية.”
“حتى في أسوأ اللحظات، تجد الناس ينشرون: #مبسوطين_للأبد، بينما الحقيقة عكس ذلك.”

8. الشفافية والصدق:

“الشيء الأصعب هو قول الحقيقة لشريكك: ‘هناك شرارة مفقودة، فلنجدها معًا.’”
“الصراحة ليست سهلة، لكنها الطريقة الوحيدة لإعادة إشعال العلاقة.”

9. نصيحة ذهبية:

“لا تعتمد على أن الزواج سيستمر فقط لأنكم وقعتم العقد؛ العمل الحقيقي يبدأ بعده.”
“استمر في محاولة الفوز بشريكك وكأنها المرة الأولى؛ لا تدع الروتين يقتلكم.”

10. الحب في جوهره:

“الحب هو أن تجد اتصالًا بينك وبين الآخر وبين الأفق اللامتناهي.”
“الحب ليس عن الكمال؛ بل عن الالتزام بالظهور والعمل على بناء اتصال دائم.”

هذه هي الخلاصة الدقيقة لكل المواضيع التي نوقشت، بإيجاز وشمولية

القرار بيدك

الزواج رحلة طويلة، مليانة تحديات وفرص. هو شراكة تحتاج إلى صبر، تفهم، والكثير من الحب الحقيقي. إذا كنتِ جاهزة، استعدي لهذه المغامرة بكل حماسك وحكمتك. أما إذا ما زلتِ مترددة، خذي وقتك. القرار هذا يستحق كل تفكيرك واهتمامك.

السؤال الآن: هل الزواج حلم طفولتك أم مشروع العمر؟